كتب د/ محمود الصاوي
تم رصد كارثة جديدة تهدد الأرض بعد انفصال جبل جليدي عن مكانه، حيث أشارت الأقمار الصناعية إلى المخاطر المحتملة التي ينذر بها لسكان الأرض.
تعود الكارثة إلى 20 مايو الحالي، عندما انفصل جبل جليدي مساحته 380 كيلومترًا مربعًا عن جرف برانت الجليدي في القارة القطبية الجنوبية. ويعتبر هذا الحدث (A-83) ثالث انفصال كبير لجبل جليدي في هذه المنطقة خلال الأربع سنوات الماضية.
ووفقًا لمجلة "لايف ساينس"، فإن الانفصال الأول حدث في عام 2021 عندما انفصل جبل A-74 عن الغطاء الجليدي، تلاه جبل أكبر يسمى A-81 في عام 2023. وتم رصد انفصال هذا الجبل الجليدي بواسطة قمرين صناعيين لرصد الأرض، وهما القمر الصناعي كوبرنيكوس سينتينل-1 التابع لوكالة الفضاء الأوروبية والقمر الصناعي لاندسات 8 التابع لناسا، واللذان قدما التصوير الراداري والبيانات الحرارية.
تم تسمية الجبل الجليدي رسميًا بـ A-83 من قبل المركز الوطني الأمريكي للجليد ، والذي يعين الأسماء بناءً على ربع القطب الجنوبي حيث شوهد الجبل الجليدي لأول مرة. ونظرًا لأن برانت تقع في شرق بحر ويدل، فإن جبالها تحصل على التصنيف "A" بينما يتم تعيين الأرقام بالتسلسل.
تتيح المراقبة الروتينية للجروف الجليدية بواسطة الأقمار الصناعية للعلماء تتبع آثار تغير المناخ في المناطق النائية مثل القارة القطبية الجنوبية. وعلى وجه الخصوص، يمكن للعلماء مراقبة كيفية احتفاظ الأرفف الجليدية بسلامتها الهيكلية استجابة لديناميكيات الجليد المتغيرة والزيادات في درجات حرارة الغلاف الجوي والمحيطات.
تعتمد مهمة كوبرنيكوس سنتينل-1 على استخدام التصوير الراداري لإعادة إنتاج الصور على مدار العام، بغض النظر عن الوقت الذي يتم فيه التصوير سواء كان ليلاً أو نهارًا. وهذا يكون ذا أهمية خاصة خلال فصل الشتاء عندما لا يكون هناك ضوء الشمس تقريبًا لمدة ستة أشهر.
تعتمد مهمات مثل Landsat 8 على استخدام التصوير الحراري لمساعدة العلماء في تحديد سمك الجليد. ويبدو الجليد الرقيق أكثر دفئًا لأنه يكون أقرب في درجة الحرارة إلى المياه المفتوحة، بينما يبدو الجليد القاري الأكثر سمكًا أكثر قتامة.
محطة أبحاث هالي السادسة التابعة لهيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية هي منصة بحثية دولية تراقب الأرض والغلاف الجوي والطقس الفضائي، ولا تتعرض للتهديد من قبل فقدان الجليد.
يعد فقدان الجليد المستمر في القطب الجنوبي إشارة واضحة على ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتحذير قوي. بالإضافة إلى ذلك، يساهم في زيادة منسوب مياه البحر وحدوث الفيضانات الساحلية وتغيرات الطقس القاسية.
يؤدي فقدان الجليد في القطب الجنوبي إلى امتصاص المحيطات لمزيد من الإشعاع الشمسي، مما يؤدي إلى زيادة درجات الحرارة بشكل أكبر.